عصف الربيع

عصَفَ الرَّبيْعُ  

عصف الربيع فاذ به يتوعــــــدُ
والزهر والأشـــجار لا تـتجــددُ
وتســـمرت كل الطيور كأنــها
من هـوله راحت تجـف وتَجمـدُ
كيف الهواء بلا رحيق نشـــمه
وســــماؤه غيم وبرق يرعــــدُ
يا للجميـــل قد انتقى الوانـــــــه
حمراء قانيـــة ونــارا توقــــــــدُ
صفراء مثل الغيم فى كبد السما
ســــــوداء كالظلمــات لا تـتـبددُ
زرقاء مثل الموت ينشُـــرُ ريحهُ
بيضـــــاء كالأكفـان اذ تتمـــــددُ
كم من سنين الهجر سافر حلمنا
والى الوصــــال تـرًقُبُ وتجـــلدُ
أنت الربيــع حقيقـة ام خدعـــة
أم انت صيف فى الظهيرة يـَصهَدُ
ما بال يومـــك قد يطول زمانـــه
حتى نظن اليوم دهـــرا يُرصَـــدُ
لم تترك الدنيا على الحال الذى
كانت عليــه تقـومُ فيــه وتَقعُـــدُ
بالطبل والمزمار وليالى الهوى
ترقص غوانـيـــه ويُكْرَمُ مُلحِـــدُ
ويُذَلُ فيه ذوى الكرامة والنُهَى
ويُـهان فيه الناســك المُــتَعَـبٍدُ
والناس تقتات الرغيف مشقة
وعلى الكفاف وبالرضــا تتعــودُ
ياأيهــا الفصـل الذى كنا بـــه
نشـــدو وكل الكائنــــات تُـردٍدُ
أنت الذى كنا نروم ســــناءَهُ
فإذا بشـــاعتُك الظـلام الأنـكـدُ
زانت حواشيك الدماءُ واطلقت
فيك الجبالُ توحشــــا لا يُحْمَــدُ
أين القصاص اذا الفعال تبدلت
غدرا وسيفا فى الصدور سيُغمدُ
ماتت أهازيج الربيــع بحزنــــها
والأمهــــــات الثــاكلات تعــددوا
شــهداؤنا ذكرى يفوح أريجهــا
ذكرى الأحبــة للجــراح تُضـــمٍدُ
فارحـل ربيعـــا كاذبا متخفيـــا
ودع الديار بلا ربيــع تُنْـشــــــِدُ