رسالة لإسرائيل

رسالة الى اسرائيل

ان لم تعاتبك كل الدول.. وان لم توبخك كل الأمم.. و اذا اعتبروك دولة بين الدول
فرسالتي موجهة اليكم شخصيا بعد أن تنكر لنا شعب أبي.. و صرخ مناديا أنا لست بعربيْ!..
إن القلب ليبكي، وإن العين لتدمع.. و إن اللسان ليعجز... حين يُسمع أن فلسطين هي الوحيدة من بقيت من العربْ .. حين يُراجع التاريخْ و يُعرف أنّا حُذفنا من كل الكتبْ.
لم تبقى وحدة تربطنا و ولم يبقى علم يجمعنا..
عدوي اللدود لا تفرح.. ولا تكن سعيدًا ، فإن الصلح واجز و إن العفو أكيدْ.
مهما صارَ، مهما حدثَ... مهما أرديتم من شهيدْ .. مهما حطمتم بنيانَ و مساجدْ .. مهما دمرتم منازلَ و كنائسْ..
حتى إذا أفسدتم يوم عيدْ ، يوم كانت قهقهة صغير تسمع في أعلى السماء كأجملِ ألحانٍ و تغريدْ، يوم لم يأبه بحصار و نارْ .. يوم نسي التحذير واتخذ القرارْ... يومها لم نجد أطفالنا بل وجدنا أشلائهم بين ألعاب ، بين حطام و بين خرابْ..
نبكيهم ونبكي الزمان الذي جعل الكلاب أسود والذي بنى بيننا و بينكم حدودْ.. فولله لولاها ولولا حكامنا الأفاضل .. حكامنا الرّقادْ.. لجعلنا الخريطة تنساكم. لجعلنا الموت مصيركم والرحمة مبتغاكم..
نحن لا نخاف الموتْ!.. أنتم قوة سلاح و نحن قوة صوتْ... صرختي ترعبك تؤلمك.. تجعلك كالمجنون تبحث عن الزناد لتطلق الوسيلة .. وسيلة جعلتك رابحًا في حرب لم تتكافئ يوما..

سيأتيكم يوم لا مفر منه .. يوم ينتفض الكلْ.. القريب والبعيدْ.. ابن الوطنِ و الغريبْ..
ترون كل شهيد أمام عينيكم كأنه حقيقة.. يطاردكم بحجارته البسيطة.. تبحثون الزناد و تطلقون السهم ، و لكن دون جدوى.. هو ضميركم ان وُجد ... هو سراب يلاحقكم.. هو خوف يهز دروعكم.. هي حقيقة لا مفر منها..

شروطكم و أساليبكم.. عدوانكم و حصاركم .. لن يمس من عزيمة كل فلسطيني .. أعلنتموها حربا ولتبقى .. لا يَهُمْ، فنحن في كل يوم ننتصرْ!
شهدائنا و قتلاكم.. حطامنا و قصوركم، حجارتنا و دباباتكم ، مقاومتنا و جيشكم .. كلهم شاهدونْ، إنا ننتصرْ..

في كل يوم كنا نترجاكم فل تكفوا فلتكفوا فلتكفوا.. ولّى عهد الرجاءْ ، فباللّه عليكم لا تكفوا.. قد سئمنا الرجاءْ..
دمّروا و اقتُلوا ، حطِّموا و افعلُوا ، شهيدنا مثواه جنّة، ترك ابنا يقاوم و ترك أخا يدافع و ترك عما يحارب كل العائلة في وجهكم تصدكم و تردعكم...
مساجدنا ، كنائسنا، بنياننا، سترفع من جديدْ.. ستبنى من حجارة شهيدْ، ستشهد حيطانهم غدًا جديدْ و تُدوّنُ عليها اجملَ ايّامٍ و عيدْ!
لن نترك القضية مهما همّشتْ .. لن ننسى شبرًا من الأراضي مهما دمّرتْ..
إن الزمن يأسف على السنين التي عايشكم فيها .. انتم عار في سجله.. ليس بيده قرارٌ او خَيارْ .. فالقصة كتبتها الأقدارْ.
أنتم تعلمون بأن لكل بداية نهاية و أن لكل قصة عبرة .. هي هكذا قصتنا بدأت باحتلال و ستنتهي يومًا باستقلالْ..
أما العبرة فستحملها لكم الأيامْ...
هي رسالتي لكم دون سلامْ..