رسالة من عاشق

رسالة من عاشق
الى القدس الحبيبة

" حبيبتي "
قد يصرخون ويعلنون بأنني
لا حق لي في أن أقول :
حبيبتي .
قد يشعلون النار حول مشاعري
ويحددون إقامة الأحلام
داخل قلعتي .
قد يضربون حصارهم ..
قد ينصبون شباكهم ..
قد يزرعون الشوك..ملء مدينتي .
لكنني ..
أبدا سأبقى في حدودك ..
عاشقاً .. رغم الجميع .
وأظل في محراب عشقك ناسكا
ً يقتات حبك في خشوع .
وأجول ولهاً في رباك
بسمة في حر صيفك ..
أو نسيما حائرا.. بين الربوع .
نخلة شماء ترقص في حقولك
أو شعاعا ً هائما ً
ينساب دفئا ً في الصقيع .
" يا قدس "
يا عشقي ويا أملى
ويا نبضا يزلزلني .. ويطربني
ويهدر في الضلوع .
سأظل ابذل مهجتي ..
وأذوب خوفا ً كلما
عانيت ذلا ً.. أو حصارا ..ً
أو خضوع .
سيظل وجهك قبلتي الأولى ..
ونبراسي .. والهامى ..
وحلمي بالربيع .
وسترجعين ..
عزيزة ً.. وأبية ً.. وعظيمة ً
فلكل نار " بردها "
ولكل مغترب رجوع .
وسأرتجى فجراً يعود لأرضنا
ليلملم الافراح من احزاننا
ويضيئ بسمة طفلة
طفأت وذابت بين نهر من دموع .
سيعود صوتك بالصلاة
يطمئن القلب الجريح ..
ويزرع الأيام فرحا ً ..
بالأماني والشموع .
سيعود صوتك طاغيا ً
كالنور .. كالطوفان ..يخترق الجموع .
ويقوم أبناء الشهادة يهتفون :
الله أكبر
ليس في الإيمان فرق َ..
بين شيخ أو رضيع .
سيعود صوتك يملأ الدنيا
ويعلن
أن صوت الله ..حق
أن دين الله .. حق
أن ارض الله حق لا يضيع
ولن يضيع .